الشهادة هي أرفع درجات الإيمان

الإثنين 21 تشرين الأول , 2024 01:13 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات – إسلاميات

الشهادة هي أرفع درجات الإيمان، لأن الشهيد يضحي بنفسه وهي أغلى ما يملك لأجل الله تعالى وأوامره، وابتغاء رضاه لذلك لهم منزلة رفيعة وعالية عند الله تعالى، فهم مع المنعم عليهم، قال تعالى:{فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق}

فالنعيم والخير إليهم موصول وموفر بعد استشهادهم، وهم أحياء حياة حقيقية برزخية، يرزقون ويتنعمون، ويستشعرون بذلك، كما يستشعر أحدنا بمتاعه، لذا لما استشهد سيدنا حمزة بن عبد المطلب، وسيدنا مصعب بن عمير يوم أحد، و رأو ما رزقوا من الخيرات قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة، فقال تعالى أنا أبلغهم عنكم فأنزل قوله تعالى:{ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون فرحين بما ءاتهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألّا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون}

فاللشهادة أجرعظيم وفضل كبير، ولولاذلك لما تمناها رسول اللهﷺ مرارًا، قالﷺ: ((والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالًا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلَّفوا عني، ولا أجد ما أحملهُم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده، لوددت أني أُقتل في سبيل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل)) فهذا لم يكن عن كلام دون فعل، فهو كانﷺ أشجع الصحابة وغزا بما لا يقل عن تسع عشرة عزوة، وقيل هي تسع وعشرون غزوة.

وهكذا كل شهيد يحب أن يرجع إلى الدينا بعد استشهاده ليستشهد في سبيل الله ثانية وثالثة... بعد أن رأى ما أعد الله له من النعيم والكرامة والمقام العالي قالﷺ: (( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيءٍ، إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة))، وخفف الله وهوَّن على الشهيد سكرات الموت كرامة له، فيشعر بها كما يشعر أحدنا بعقصة ذبابة قالﷺ: ((ما يجد الشهيد من مسِّ القتل إلا كما يجد أحدكم من مسِّ القّرصة)).

ومن الفضائل والكرامة التي ينالها الشهيد عند موته ماورد عن النبيﷺ: ((للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعدَه من الجنة، ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الاكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه)).

ومن طلب الشهادة بصدق قاصدا بها وجه الله تعالى بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوقﷺ: ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)) وقالﷺ: ((من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه)).

فهذا غيض من فيض مما أعده الله تعالى للشهداء الأبرار، فهم الفائزون بالحياة الأبدية، فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل