ذكر الله من أسباب النصر

الإثنين 30 أيلول , 2024 04:10 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات –إسلاميات

 قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}  

لذكر الله أهمية بالغة في جميع جوانب حياة الإنسان، وهو حصنه الحصين من المخاوف والشرور التي تحيط به، لذلك افترض الله ذكره عند أشغل أمر يكون فيه الإنسان وهو القتال، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَة}‏ أي‏:‏ طائفة من الكفار تقاتلكم‏ {فاثْبُتوا} لقتالها {واذكروا الله كثيرًا} أي: واستعينوا على ذلك بالإكثار من ذكر اللّه واستعملوا معه الصبر التي عاقبته العز والنصر {‏لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏} لعلكم تدركون ما تطلبون من الانتصار على أعدائكم، فالصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر أسباب النصر‏.‏

 وهذا تعليم من الله لعباده المؤمنين المجاهدين آداب اللقاء وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء، ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتظر في بعض أيامه التي لقي فيها العدو حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال:  ((لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله فإن صخبوا وصاحوا فعليكم بالصمت)) ثم قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ((اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم)).  فالمسلم صاحب أخلاق ومبادئ حتى في قتاله، كما أشار الحديث الشريف: ((فعليكم بالصمت))، أما مايحدث اليوم من العدو من استهداف للمدنيين وقتل الأطفال الأبرياء هو خارج عن مفهوم الإنسانية .

فأمر تعالى المجاهدين في سبيله بالثبات عند القتال، وأن يذكروه في تلك الحال ولا ينسوه بل يستعينوا به ويتوكلوا عليه ويسألوه النصر على أعدائهم، وذلك لأن القلب لا يسكن عند اللقاء والمواجهة بل يضطرب ويخاف، والخوف حالة طبيعية في الإنسان، وعندها يضطرب اللسان، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب على اليقين بوعد الله ونصره، ويثبت اللسان على الذكر فيطمئن القلب، وسائر الجوارح قال تعالى:{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ويقول ما قاله أصحاب طالوت  عند مواجهة أصحاب جالوت قال تعالى: حكاية عنهم: {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل