"إسرائيل" تطارد النازحين لقتل الأطفال ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 15 تشرين الأول , 2024 11:52 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يشن العدو "الاسرائيلي" حرباً على محورين؛ محور المقاومين في الميدان، ومحور النازحين المهجّرين في بيوتهم ومراكز الإيواء، لاعتقاده ان المقاومة ليست مقاوماً يحمل السلاح ويقصف بالصواريخ، بل هي اهل المقاومة الذين ربّوا هؤلاء المقاومين ولا زالوا يحتضنونهم ويدعمونهم، فهم البحر الذي تسبح فيه المقاومة ولابد من عقاب جماعي للآباء والأمهات والزوجات، وحتى للأطفال، وكلما عجز العدو عن هزيمة المقاومين بالاغتيالات والاشتباك، بالميدان، يلجأ إلى قتل عوائلهم وانصارهم.
 المقاومون بشر؛ لهم عواطفهم ودموعهم واحزانهم، وضحّوا بأرواحهم ودمائهم للدفاع عن اهلهم وتحريرهم من الاحتلال والاستعباد. يعتقد العدو ان اتخاذ اهل المقاومة رهائن لقصفه وضحايا لتوحشه سيجعل المقاومين يرفعون الراية البيضاء ويستسلمون ويسلمون سلاحهم.
تعرّض الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) مع المسلمين في مكة مع بداية الدعوة، للتعذيب والمطاردة والمقاطعة، وكان ذنبهم انهم يدعون الى عبادة الله الواحد الاحد وترك الاصنام، الا ان الكفّار اجتمعوا لحماية اصنامهم ومصالحهم، فعذبوا المسلمين وطردوا رسول الله(ص) وأعتدوا عليه ثم اخرجوه من مكة وحاصروه في شعابها ومنعوا التواصل معه.
الآن يتعرّض أهل المقاومة للحصار والقصف وتدمير الارزاق والتشتيت والتهجير في لبنان وخارجه، وتطارد اسرائيل و"الناتو" وحلفاؤهم العائلات في اي شقة او مبنى او حتى خيمة في لبنان.. صار "الشيعي" مطارداً، وقد تمت برمجة العقل "الاسرائيلي" والتقنية "الإسرائيلية" للتعرّف على "الشيعي" وقتله وقصفه حتى لو لم يكن يحمل سلاحا، ولا يقيم في الجنوب او الضاحية او البقاع.
 صارت عقيدة الجيش الاسرائيلي والناتو (اقتل الشيعي قبل ان يقتلك) أينما وجدته.. دمّر بيته اقتل عائلته دمّر مراكز الإسعاف... احرق أسواقه التجارية والتراثية ولا تترك له اثراً.. اجعله بلا هوية وبلا إقامة... بلا كرم زيتون... ولا حقل تبغ او قمح او ساقية او نهر!
لقد تجرأ هذا "الشيعي" في لبنان ان يقاوم اسرائيل ويحرّر أرضه بدون اتفاقية سلام !
لقد تجرأ...ان يوقف "صفقة القرن" الأميركية ويحاصر التطبيع!
لقد تجرأ... ان يقاوم "الربيع العربي" ويمنع تجزئة الأمة وتقسيمها !
 لقد تجرأ ...ان يساند اهل غزة من "السنة" ويعيد توحيد الأمة بعدما قسّمتها الأنظمة والاستخبارات واميركا وجماعات التكفير بالجراح والدماء وتكفير بعضها !
لقد تجرأ ...ان يشكل محوراً لمواجهة المشروع الاميركي ومنع مصادرة الثروات والعقول .
لقد تجرأ ان يقاوم "الديانة الإبراهيمية" ويحمي دين الله واهله !
كانت الشيوعية...عدو اميركا حتى سقط الاتحاد السوفياتي وسقطت الشيوعية!
الآن صار "الشيعي" عدو اميركا وتريد اسقاطه وتعتقد انها إذا هزمته في لبنان سيسقط في كل العالم ولأن الشيعة في لبنان كان "رواد" عولمة الفكر الشيعي في العالم وفي سوريا وأفغانستان وإيران ،فلابد من اقتلاع هذا الفكر المقاوم للاستعمار الاميركي والاحتلال الإسرائيلي.
  ان تأمين مقومات العيش والكرامة للنازحين، لا يقل ضرورة وحاجة من تامين "الذخيرة" للمقاومين على الجبهات .
لا يزال النازحون لصابرون، بعد حوالي الشهر لا يتلقون ما يحتاجون وهم ضحايا التقصير والقصور، وعدم التنظيم، وعدم التقديمات الملائمة.
نناشد الشيعة في العالم، كما بادرت المرجعية الرشيدة في العراق للمساعدة وكذلك الأخوة في العراق نتمنى ان تزيد الجمهورية الإسلامية تقديماتها، كما تدعم المقاوم وعلى كل شيعي وحر في العالم، لبنانياً كان او من اي جنسية ان يساهم في "صندوق الصمود" للحفاظ على المقاومة وأهلها وفق الآتي :
١- مبادرة المرجعيات الشيعية في العالم ،لتخصيص أموال الخمس لهذا العام لدعم صمود النازحين وحفظ كرامتهم ،لأنهم الجناح الثاني الذي يقاتل بصموده ومعنوياته وعدم انهزامه.
٢- تخصيص جزء من أموال العتبات المقدسة لدعم المقاومة والنازحين.
٣- تخصيص أموال الوقف الشيعي في لبنان للنازحين.
٣- إعفاء الطلاب النازحين من رسوم المؤسسات التربوية الشيعية في لبنان(لقد ساهم أهلنا بتبرعاتهم لبنائها في السراء وعليها ان تقف معهم في الضرّاء).
٤- الطلب ممن غرفوا الأموال من وظائفهم باسم اهل المقاومة المبادرة لتخصيص جزء منها للنازحين او مصادرتها لانها أموال مغصوبة.
٥- التوأمة بين العوائل النازحة والمقيمة في بلاد الاغتراب  (كل قرية بين عائلاتها).
٦- تأمين مساعدات نقدية شهرية لكل عائلة .
لا تتأخروا كما تأخر البعض عن نصرة الامام الحسين(ع) في كربلاء ...ولا تكونوا كالتوّابين الذين قاتلوا واستشهدوا ولكنهم تأخروا.
نحن نصرخ وننادي : " ألا من ناصر ينصرنا.."،  لندافع عن دين الله وعنكم..
نحن الآن مشاريع شهداء... ننتظر... لكننا نقاوم وسنقاوم ولن نرفع الراية البيضاء.
مقاومون في الميدان... مقاومون في النزوح... ومقاومون حتى النصر...
(الشيعي هو كل مسلم شيعي وكل مناصر ومشارك في المقاومة؛ مهما كان دينه ومذهبه وعقيدته).


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل