الثبات- إسلاميات

أيام ثقيلة تمر علينا، من كافة النواحي ولاسيما قلة السيولة المادية بين أيدي الناس، بسبب تهجيرهم من ممتلكاتهم وتجاراتهم، وبالتالي تعسر في أمر المعيشة، وضيق في الأرزاق، والإنسان يسأل ما المخرج وما الحل؟.

 إن الله تعالى جعل لأهل التقوى فرجًا ومخرجًا، قال تعالى:{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.  

وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا}.

 والتقوى: هي أن يجدك الله تعالى حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك.

 فالمؤمن الذي يلتزم أوامر الله تعالى قد تكفل الله له بيسر المعيشة، فيجدها أيامًا خفيفة مهما ثقلت، لأن قلبه معلق بالله تعالى، واثق بوعده، فهوالمعطي والرزاق سبحانه.

قالﷺ: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا))، وليس المقصود من هذا الحديث أن يجلس الإنسان دون عمل ينتظر الرزق يأتي إليه، بل عليه أن يبذل جهده في طلب رزقه، ويسعى في ذلك، فالطيور لا تبقى في أوكارها تنتظر رزق الله بل تخرج وتتسبب وتتكسب، فاخرج من بيتك مؤمنًا بالله مسلحًا بسلاح التقوى، آخذًا بالأسباب، ومن تلك الأسباب السعي، والدعاء فسأل الله تعالى أن يرزقك.

 ومن جملة الأدعية التي علمنا إياها رسول اللهﷺ عند العسرة في المعيشة ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيﷺ قال: ((ما يمنعُ أحدكُم إذا عَسُرَ عليه أمرُ معيشته أن يقول إذا خرج من بيته: بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم رضِّني بقضائك، وبارك لي فيما قدر لي، حتى لا أُحبَّ تعجيل ما أخَّرت، ولا تأخير ما عجَّلت)).

دعاء لمن عجز عن سداد دَينه

ورد عن علي رضي الله عنه أن مكاتبًا جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي- والمكاتبة: أن يعطي العبدُ سيده مبلغا من المال مقابل إعتاقه- فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول اللهﷺ لو كان عليك مثل جبل أدّاه عنك؟ قل: ((اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك)).

فعلى المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا وهو يدعوا الله تعالى بما ورد آنفًا، ويلازم على ذلك أيامًا وربما شهورًا، فالمريض لا يشفى من حبة دواء واحدة.