السنوار.. ومشروع تصفية حركات المقاومة _ د. نسيب حطيط

الجمعة 18 تشرين الأول , 2024 03:19 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

سجّل العدو "الاسرائيلي" والتحالف الاميركي العالمي هدفا ًثالثاً في مرمى محور المقاومة، بتصفيته قائد حماس وطوفان الأقصى، سواء كان اغتيالا او قتلا في اشتباك، بعدما استطاع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه في طهران بضربة مزدوجة لإيران وحماس، ثم حقّق هدفه الذهبي باغتيال امين عام المقاومة "السيد - الشهيد"؛ رئيس أركان محور المقاومة والممثّل الميداني والسياسي لمرشد الثورة الإسلامية خارج إيران، فاغتالوا نصف المرشد.
استطاع نتنياهو تجميع نقاط القوة، لتنصيب نفسه ملكاً على "اسرائيل" ليكون ملك ملوك العرب ويستمر
بمهنة "صياد الجوائز" والمقاولة بالقتل، بناء على طلب اميركا، فيغتال من تتهمه امريكا بتفجير "المارينز"، ويقتل من يتهمه العرب بأنه ساند اليمن وسوريا والعراق ووقف ضد مشروع "الربيع العربي" وصفقة القرن والتطبيع، ويقتل من تتهمه السلطة الفلسطينية والعرب بأنه دمر غزة بطوفان الأقصى، وسيتابع "نتنياهو" قتل قادة محور المقاومة الواحد تلو الاخر، وسيربح الجوائز العالمية، لأنه قتل الارهابيين وفق المنظور الامريكي والغربي، وقتل الخارجين عن اجماع الأمة والمغامرين وفق فقهاء الامراء والملوك.
يخوض نتنياهو حربا دينية ضد الاسلام، ويخوض البعض حربا دينيه ضد المذهب "الشيعي" وحلفائه، ويخوض التحالف الاميركي العالمي حربا لتصفية حركات المقاومة، وقد بدأ في فلسطين وانتقل الى لبنان ثم الى اليمن وسوريا والعراق وآخر المطاف قطف رأس إيران.
لا تريد "إسرائيل" واميركا التفاوض، بل سيسمحان لأعدائهم بالاستسلام والتوقيع على اتفاقيات الاستعباد مقابل البقاء على قيد الحياة.
دمّرت "اسرائيل" واميركا غزة وقتلت قادتها، بانتظار ان ترفع حماس الراية البيضاء وتسلم غزة والقرار الفلسطيني الى السلطة الفلسطينية، التي ترفض الكفاح المسلح وترضى بما يعطى لها، مقابل خدماتها الأمنية للعدو والعيش الهانئ والعمل في مستوطنات العدو؛ "السلام مقابل الاكل والنوم والانترنت السريع".
اغتال التحالف الاميركي امين عام المقاومة، وشن حربه البرية والسياسية والاقتصادية وأرسل اوراق الاستسلام لكي توقعها المقاومة وبقية اللبنانيين ولا يقبل حتى بالقرار 1701، بل بالاستسلام ونزع السلاح والمنطقة العازلة والإقصاء السياسي.
يستمر التحالف الأميركي - "الاسرائيلي" بمشروع تصفية حركات المقاومة وفق المخطط المرسوم وتحقيق النتائج المحددة ودون سقف زمني (عشرية تصفية المقاومة وإيران) ودون ضوابط انسانية او اخلاقية او قانونية وبعد تجربه غزة ، ينقل التجربة الى لبنان ويعيد تكرار منهجه وخطته في غزه ،مستهدفا راس المقاومة واهلها بإعلانه ان لا مكان للمقاومين والمؤيدين والمناصرين في الشرق الاوسط الكبير ويجب تجريدهم من حقوقهم المدنية والإنسانية وقبولهم كعبيد واتباع.
قاومت غزة بأقصى ما يمكن لها وصمدت أكثر مما تستطيع ولم يساندها الا لبنان والعراق واليمن ميدانيا لكنها سقطت ودُمّرت بنقل مباشر على الشاشات وهي تودّع قائدها.
تقاوم المقاومة في لبنان، بشكل اسطوري فيما يشبه المعجزة ايضا وتهجّر أهلها، كما أهل غزة وتدّمرت القرى والبيوت كما حصل في غزة مع فارق ان جميع اهل غزة كانوا مع المقاومة، أما في لبنان فأكثر الناس ضد المقاومة بل هم شركاء في الاعلام والحصار ضد المقاومة وأهلها وفي لحظة يمكن ان يحمل بعضهم السلاح لقتل المقاومة واهلها من الخلف؛ كما فعلوا في اجتياح 1981 والحرب الأهلية 1975.
يخطط العدو للانتقال الى سوريا ثم العراق واليمن ثم إيران بعد نجاحه في لبنان وعلى محور المقاومة ان يغيّر استراتيجيته ويقاتل جماعياً وبشكل مؤثر وفعّال لإسناد المقاومة في لبنان حتى تبقى وتصمدـ فإن هُزمت المقاومة، سَيُكمل الاسرائيلي مشروعه وينهي محور المقاومة وإن صمدت سَيُهزم المشروع الاميركي .
التردد والتأخير والتهديد لن يفيد محور المقاومة ...بل سيجعلنا ضحايا الواحد بعد الآخر...فهل ننتظر حتى نسمع الإعلان "الإسرائيلي"، باغتيال السيد الحوثي وبعده السيد السيستاني وبعده السيد الخامنئي في المعركة الأخيرة...ولا نستطيع تشييعهم.
من يستطع ازالة "إسرائيل" فلا ينتظر حتى تقصفه، بل ليبادر لحماية المقاومة في لبنان؛ خط الدفاع الأول عن مشروع المقاومة في المنطقة.
سَيُهزمون... ولن نستسلم..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل