هاليفي: "تكبدنا خسائر مؤلمة".. والمرتهَنون اللبنانيون لم يتعلموا... ولن يتعلموا... والأفضل ألا يتعلموا _ حسان الحسن

الأحد 27 تشرين الأول , 2024 11:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
"انتهى العدوان الصهيوني على لبنان، بعدما استنفد العدو بنك أهدافه من دون أن يؤثر ذلك في بنية حزب الله العسكرية، رغم جرائم الاغتيال التي اقترفها العدو في صفوف قادة المقاومة، التي يبدو كان لها نتائج سلبية على العدو عينه، كونها ألهبت مشاعر المقاومين، الذين يستبسلون في القتال دفاعًا عن لبنان وفلسطين، وانتقاماً للشهداء القادة"، بحسب رأي مرجع في العلاقات الدولية. "وما يعزز فرضية انتهاء العدوان، فشل العدوان الصهيوني الأخير على إيران، ثم تدخل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية لضبط الأوضاع قدر الإمكان، لتفادي انزلاق المنطقة إلى حربٍ إقليمية، الأمر الذي تفضله واشنطن راهنًا، كونها تدرك مدى إنهاك الجيش الإسرائيلي في غزة وجنوب لبنان، وهي تمر أيضًا في مرحلة انتخاب رئاسيٍ، كذلك لم تغلق أبواب التفاوض نهائيًا مع إيران في شأن الملف النووي الإيراني، لذا تعمل الإدارة الأميركية على نزع فتيل الحرب الشاملة في المنطقة"، ودائمًا برأي المرجع.
وفي السياق، يعتبر مرجع سياسي عربي أن "الحرب الشاملة هي غاية بالنسبة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لأن في حال اندلاعها ستتخذ بعدًا عربيًا - صهيونيًا، وهذا ما يسعى إليه الأخير، كي ينال عطفًا غربيًا، إثر بروز موجة من الاحتجاجات الشعبية الغربية المنددة بجرائم الاحتلال في غزة، ثم في لبنان، كذلك إن اندلاع هذه الحرب المحتملة سيدفع واشنطن للتدخل المباشر فيها، وان اتساع رقعة المعارك سيخرج نتنياهو من وحول جنوب لبنان وغزة". ويرى المرجع أن "ما يدفع الأميركيين أيضًا إلى التزام التهدئة، اهتمامهم بتبلور مشروع الخط البري بين الهند وحيفا، المنافس لمشروع الحزام والطريق الصيني، أو ما يعرف بخط الحرير، والخط الأول يمر في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي ترفض بدورها إقامة أي علاقة مع الكيان الإسرائيلي قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة، الأمر الذي يرفضه العدو لاعتبارات دينيةٍ وسياسيةٍ، ما يتعارض مع مصلحة واشنطن، التي تسعى لتحقيق مشروعها المذكور، الذي يتطلب لزامًا قيام دولة فلسطينية". ولا يستبعد المرجع أن "تستخدم الولايات المتحدة مسألة غرق إسرائيل في وحول غزة وجنوب لبنان كورقة ضغطٍ عليها، لدفعها إلى التسليم بقيام دولةٍ فلسطينية، ليس حبًا بالشعب الفلسطيني، بل لأن قيامها فيه مصلحة أميركية"، على حد قول المرجع العربي.
في المقابل، تعتبر مصادر سياسية قريبة من فريق المقاومة أن "من المبكر الحديث عن انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في المدى المنظور"، لافتًا إلى أن "الحديث عن الحلول القريبة، دائمًا يتكرر عن وقوع أي حربٍ، كالحديث المتكرر عن قرب وصول الأطراف المؤثرين في المنطقة إلى تسويةٍ لإنهاء الحرب على غزة، منذ أسابيعها الأولى، على سبيل المثال لا الحصر".
ولا تستبعد في شكلٍ قاطعٍ "وقف العدوان على جنوب لبنان وقطاع غزة"، سائلةً: "لماذا سيوقف نتنياهو عدوانه؟ وماذا حقق حتى الآن؟ وما هي الإنجازات التي حققها كي يخبرها إلى المجتمع الصهيوني"؟
وتؤكد المصادر أن "منظومة القيادة والتحكم في المقاومة تؤدي دورها المطلوب على أكمل، وأن مجريات الأوضاع الميدانية تسير وفق الخطط التي رسمها حزب الله". أما "العدو الصهيوني فيقوم بدوره باستهداف الأهداف عينها باستمرار، 97 بالمئة منها مدنية، كذلك بلغت نسبة فشل العدو في تنفيذ عمليات الاغتيال في لبنان 85 بالمئة"، ودائمًا بحسب معلومات المصادر عينها. وتقول: "واضح تمامًا ثبات رجال المقاومة في الميدان، وإذا لم يبلغ نتنياهو حال فقدان الأعصاب، عليه الخروج من وحول جنوب لبنان، خصوصًا بعدما حقق العدو بعض الأعمال الأمنية التكتيكية، كتفخيخ أجهزة البايجر، والاغتيالات، لأن بقاءه فيها، سيضاعف خسائر جيشه المنهك، وسيغرق أكثر في هذه الوحول، بدليل خسائره بإقرار من رئيس أركان الجيش الصهيوني هرتسي هاليفي الذي قال حرفيًا: "تكبدنا خسائر فادحة ومؤلمة في غزة وجنوب لبنان".
وفي الداخل اللبناني، بقي المراهنون على نصر العدو، والمرتهنون له على غيهم منذ العام 1978 مرورًا بالعام 1982، ثم 2006، وصولًا إلى المرحلة الراهنة، وكالعادة أسقطت المقاومة مراهنتهم، وخيّب العدو آمالهم... "لا تعلموا... ولن يتعلموا وأفضل ألا يتعلموا".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل