الخطيب: كل الأطراف تحتاج إلى التوافق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي

الجمعة 09 حزيران , 2023 02:00 توقيت بيروت لـبـــــــنـان

الثبات ـ لبنان

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "للأسف إن المشكلة التي نعاني منها في لبنان هي في استخدام الدين لأغراض عصبية وسياسية وعنصرية مخالفة له، وهي ما أدت إلى تنامي العصبيات الطائفية بين اللبنانيين وإدخالهم في نزاعات سياسية وعسكرية لمصالح زعامات طائفية مستفيدة من هذا النظام، وقودها أبناء الطوائف الذين يدفعون ثمن هذه النزاعات بإسم الدفاع عن الطوائف زورًا من جهدهم وعرقهم وأبنائهم، الذين يضطر من ينجى منهم من الحروب إما إلى الهجرة أو العيش بالاضطراب والقلق والخوف الدائم على المصير فيما تتكرر الأزمات بعد التسويات عند كل استحقاق دستوري".

وتابع: "لذلك نكرر أن الحل الأساسي بالخروج من الصيغة الطائفية ونظام المحاصصة نهائيًا إلى رحاب المواطنة وقد أثبتت التجارب أن الصيغة الطائفية لم تحمِ طائفة كما لم تحم وطنًا، إنّ العقلية الطائفية المتحكمة ببعض العقول هي التي تصنع مأزق النظام حيث يستعصي الخروج من المأزق اليوم بانتخاب رئيس للجمهورية ويصل الأمر ببعض القوى إلى التعبير عن عدم استعدادها إلى قبول الحوار والتوافق مع شركائها في البلد ولو طال الأمر سنين، وهو يعبّر عن أزمة معايير أخلاقية ووطنية بالدرجة الأولى وانعدام ثقة في القدرة على التخلي عن التبعية للغرب والذهاب نحو التمسك بالمقاييس الوطنية والهوية المشرقية العربية والانتماء لقضاياها، وهو ما يفسّر الموقف العدائي للمقاومة في الوقت الذي يكاد يكون صريحًا ومتوافقًا مع الموقف الاسرائيلي ومبررًا في أغلب الأحيان لاحتلاله لجزء عزيز من أرضه وللمشروع الغربي الساعي الى تجزئة المنطقة العربية بما فيها لبنان، بل يُصرّح البعض في الذهاب إلى هذا الاتجاه ويُسعّر من خطاب المواجهة مع من يختلف معه في هذه المواقف ويتبنى مشروع الدفاع عن لبنان ويرفض الاستجابة لدعوة الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية، فهل يُعبّر كل هذا عن موقف وطني مسؤول؟ وقد وصل حال المواطنين والبلاد إلى ما وصل اليه، انه الانتحار بعينه".

وختم بالقول "إن السيادة والوطنية تحتاج إلى تعقل وحكمة وخطاب توحيدي وهادئ وليس إلى صبّ الزيت على النار، كما يستدعي الاستجابة لصوت العقل وتحمل مسؤولية إنقاذ البلد بالذهاب إلى طاولة الحوار، خصوصًا أن كل الأطراف تحتاج إلى التوافق لإنجاز الاستحقاق ولا تستطيع التفرّد به، وأن نرتقي إلى مستوى المواطن من كفرشوبا الذي وقف بتحدٍّ ببطولة وعَرَّضَ حياته للخطر دفاعًا عن أرضه ووطنه. إنّنا نبارك لكفرشوبا ولأهلها الغيارى ولإبنها البار هذا الموقف الوطني الشريف، ونحن على يقين أن في هذا الوطن الكثير من الشرفاء الذين هم على استعداد للتضحية من أجل عزة وكرامة وطنهم وأهله".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل