دعماً لجيش النيجر.. مالي وبوركينا فاسو ترسلان مقاتلات ومروحيات هجومية

السبت 19 آب , 2023 11:35 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أفاد مصدر عسكري في النيجر، فجر اليوم، بوصول طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية من مالي وبوركينا فاسو، لدعم القوات المسلحة بالنيجر، في مواجهة تدخل عسكري محتمل من قبل "إكواس".

كما أظهرت بيانات مواقع تتبع الرحلات الجوية، إقلاع عدد من الطائرات من بينها طائرات شحن عسكري من نوع C130 - Hercules، من مطار باماكو في مالي.

وفي موزاة ذلك، قرر قادة أركان مالي والنيجر وبوركينا فاسو عقد اجتماع "لبحث سبل مواجهة أيّ تدخل عسكري من مجموعة "إكواس" في النيجر".

بوركينا فاسو: مستعدون لمواجهة التدخل العسكري لـ"إكواس"

بدوره، أكد وزير دفاع بوركينا فاسو، قاسوم كوليبالي، لسبوتنيك أنّ بلاده مستعدة لدعم النيجر في مواجهة التدخل العسكري لمجموعة "إكواس".

وأضاف أنّ بوركينا فاسو مستعدة للانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لأن سياستها تجاه النيجر "غير منطقية".

ويأتي الاجتماع عقب انتهاء قادة جيوش دول غرب أفريقيا من محادثات استمرت يومين في أكرا، عاصمة غانا، بحثوا خلالها "تفاصيل تدخّل عسكري محتمل في النيجر، إذا أخفقت الدبلوماسية في إعادة النظام السابق"، على حدّ تعبير البيان الصادر عن اجتماعهم.

وقال عبد الفتاح موسى، مفوّض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إكواس"، في بداية الاجتماعات، إنّ "استخدام القوة لا يزال الملاذ الأخير، لكن إذا فشلت كلّ الحلول الأخرى، فإنّ القوات في غرب أفريقيا... مستعدة للاستجابة"، مؤكداً أنه "بكل الوسائل المتاحة، يجب أن يعاد النظام الدستوري إلى البلاد (النيجر)".

وأضاف أنّ "معظم الدول الأعضاء في "إكواس"، والبالغ عددها 15، مستعدة للمشاركة في القوة الاحتياطية التي يمكن أن تتدخل في النيجر، باستثناء مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وجميعها واقعة تحت الحكم العسكري، إضافة إلى دولة الرأس الأخضر الصغيرة".

وكان سكان العاصمة النيجرية نيامي دعوا، الأربعاء، إلى تجنيدٍ جماعي للمتطوعين بهدف مساعدة جيش البلاد في مواجهة التهديدات المتزايدة من المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا "إكواس"، التي أعلنت أنّها قد تستخدم الخيار العسكري لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.

 ما مصير القوات الأميركية في النيجر إذا انفجرت المنطقة؟

رئيس الوزراء النيجري الجديد: لا خطر على حياة بازوم

وفي سياق متصل، أكد رئيس وزراء النيجر الجديد علي محمد الأمين زين، لصحيفة "نيويورك تايمز"، أنّ "الجنرالات الذين عزلوا الرئيس محمد بازوم في  26 تموز/يوليو لن يلحقوا به أي أذى".

وقال زين في مقابلة مع الصحيفة من داكار، حول مصير الرئيس المخلوع بازوم "لن يحدث له شيء، لأن تقليد العنف غير موجود لدينا في النيجر".

وكانت "نيويورك تايمز" قد زعمت في وقت سابق أن قادة المجلس العسكري "قطعوا الماء والكهرباء عن منزل بازوم، حيث يتمّ احتجازه منذ عزله، وهددوا بقتله في حال لجأت دول أفريقية إلى التدخل العسكري لإعادته إلى السلطة. 

وحذر الرئيس النيجيري بولا تينوبو من "عواقب خطيرة" في حال تدهور صحة بازوم، وفق ما أعلنت مسؤولة أوروبية. وفي نيويورك، سأل صحافيون ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن حالة بازوم الصحية وما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، والذي أكّد أنه تحدث "إلى شخص يتحدث إليه بانتظام.. نعم، على حد علمنا، وليس لدينا ما يشير إلى أنه ليس على قيد الحياة. وبقدر ما أعرف هو على قيد الحياة". 

وسألت "نيويورك تايمز" علي الأمين زين، الذي عُيّن رئيساً لوزراء النيجر في 7 آب/أغسطس، عن مصير 1,100 جندي أميركي و1,500 جندي فرنسي، موجودين في النيجر حالياً ضمن القواعد العسكرية الأميركية والفرنسية.

وردّ الاقتصادي، الذي تدرّب في فرنسا وعمل وزيراً للمالية في حكومات نيجرية سابقة، بالقول إنه "ستأتي اللحظة لمراجعة مثل هذه الشراكات العسكرية"، مثنياً على "الموقف المعقول إلى حدّ كبير للبيت الأبيض"، في محاولة حل الأزمة من خلال الدبلوماسية بدلاً من القوة.

وعزل ضباط في الجيش الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، على خلفية اتهامات بالفساد واللامبالاة، رافضين دعوات من الأمم المتحدة والدول الغربية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس"، وجهات أخرى، لإعادته إلى منصبه، ما ردت عليه"إكواس" بإصدار أمر بتشكيل قوة احتياطية.

وبعد عزل المجلس العسكري في النيجر للرئيس بازوم، أوقفت العديد من المنظمات الدولية، والحكومات تعاملاتها مع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، كما قامت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا  "إكواس" بفرض حصار على البلاد، ما أدّى إلى إغلاق حدودها المشتركة مع عدد من الدول المجاورة، وأوقفت جميع المعاملات التجارية والمالية بين الجمهورية الأفريقية وجميع الدول الأعضاء فيها، وجمّدت أصولها في البنوك المركزية لدول المجموعة.

ورفض رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، العقوبات التي فرضتها "إكواس"، ووصفها بأنّها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية.

ومن شأن أيّ تصعيد أن يزيد زعزعة استقرار منطقة الساحل في غرب أفريقيا، التي تخوض معارك منذ ما يقرب من عقد مع حركات تمرّد ازدادت نفوذاً في ظلّ الوجود العسكري الغربي، وعلى الرغم من العمليات المتعددة والواسعة ضدها.

وتتمتع النيجر أيضاً بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى قوى عالمية، بسبب احتياطياتها من اليورانيوم والنفط، ودورها كمركز لقوات أجنبية تشارك في قتال حركات تمرد وجماعات مسلحة، لها صلات بتنظيمي "القاعدة" و"داعش".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل