"إسرائيل" تنتهك اتفاقية "السلام".. ما هو موقف مصر؟ ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 13 أيار , 2024 10:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد احتلال "اسرائيل" معبر رفح من الجهة الفلسطينية، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن هناك آليات نظمتها اتفاقية السلام الموقعة بين مصر و"إسرائيل" لمراجعة أي مخالفة قد تحدث في إطار فني من خلال اللجنة العسكرية المشتركة بين الجانبين، وإن اتفاقية السلام خيار مصر الاستراتيجي منذ أربعين عاماً وإن الاتفاقية هي ركيزة السلام في المنطقة.

1-   ما هي اتفاقية المعابر بين مصر و"اسرائيل"؟

وقّع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء "الاسرائيلي" مناحم بيغن معاهدة سلام في 26 آذار/ مارس عام 1979 برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر، وتضمنت الاتفاقية وملاحقها ما يسمى بـ«الحدود النهائية»، والتي حددت الأنشطة العسكرية في سيناء ورفح، حيث تم تقسيمها إلى أربع مناطق (أ، ب، ج ، د).

وهكذا ظهرت المنطقة "محور فيلادلفيا – صلاح الدين" وهي منطقة عازلة على طول الحدود بين بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، فسيطرت "اسرائيل" على المنطقة الحدودية التي تقع على الأراضي الفلسطينية، والتي أطلق عليها (د)، بينما سيطرت مصر على المنطقة المقابلة (ج) بشرطة خفيفة التسليح.

بقي الجيش "الاسرائيلي" مسيطراً على تلك المنطقة، بالرغم من أن اتفاقية أوسلو عام 1993 كانت قد احتوت على "بند المعابر"، والذي يعطي السلطة الفلسطينية الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر، بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي. وبعد انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة منتصف أغسطس/آب 2005، تمّ تسليم المعبر للسلطة الفلسطينية بموجب خطة فك الارتباط.

ونصت خطة "فك الارتباط" على احتفاظ "إسرائيل" بوجود عسكري لها على طول الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر في المرحلة الأولى، على أن يكون إخلاء المنطقة مشروطاً بالواقع الأمني، والتوصل إلى اتفاق مع مصر. وفي سبتمبر/أيلول 2005، تم توقيع ملحق أمني لمعاهدة السلام المصرية - "الاسرائيلية"، سمي اتفاق فيلادلفيا. ويتضمن اتفاق فيلادلفيا نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وأي زيادة في حجم أو نوع القوات في المناطق الحدودية يتطلب تنسيقاً بين الجانبين.

بعد سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، باتت هي الجهة المسيطرة على المعبر من الجهة الفلسطينية، وفرضت "اسرائيل" حصاراً على القطاع. وعام 2021 أعلنت مصر و"إسرائيل" تعديلاً في معاهدة السلام يعزز وجود الجيش المصري في رفح، لمكافحة التهريب وحفظ الامن. وبعد 7 تشرين الاول/ اكتوبر عام 2023، صرحت "اسرائيل" مراراً انها تهدف الى اعادة السيطرة على محور فيلادلفيا، للقضاء على شريان الحياة الفلسطيني الوحيد المتاح الى العالم.

2-   لماذا تحافظ مصر على الاتفاقية بالرغم من الاستفزازات "الاسرائيلية"؟

تتيح اتفاقية السلام مع "اسرائيل" لمصر أن تلعب دوراً اقليمياً كانت قد فقدته بعد "الربيع العربي"، ويجعلها الدولة المحورية الأساسية في مستقبل قطاع غزة، سواء لجهة مرور المساعدات أو إعادة الإعمار أو كدولة ضامنة لمستقبل القطاع. وهذا الهدف لا يتحقق إلا بموافقة "اسرائيلية"، وهو ما ظهر جلياً بعدما أعربت تركيا عن رغبتها في أن تكون دولة ضامنة، لكن "اسرائيل" رفضت.

كما تريد مصر أن تحافظ على اتفاقية السلام التي تمنحها مساعدات أميركية سنوية كانت قد نصت عليها اتفاقية السلام، وتخشى مصر أن أي توتر في العلاقات مع "اسرائيل" قد تدفع الكونغرس الاميركي الى وقف تلك المساعدات بحجة الوقوف الى جانب "اسرائيل" في "الدفاع عن نفسها".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل