أقلام الثبات
نقلت وسائل إعلام "اسرائيلية" عن مصادر حكومية، أن الأميركيين بصدد تقديم مقترح جديد في محاولة لإعادة إحياء مسار المفاوضات لتأمين صفقة وتبادل ووقف إطلاق النار، وأنهم يمارسون ضغوطاً شديدة على كل من مصر وقطر لتليين موقف حماس وجعلها تقبل بالشروط "الاسرائيلية" الجديدة.
وفي وقت سابق، التقى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن قادة من المكتب السياسي لحماس في العاصمة التركية أنقرة لبحث مسار جديد في المفاوضات الجارية وإمكانية أن تقوم تركيا بالدخول على خط المفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة.
ووفقا لبعض المصادر الإعلامية، بحث الجانبان خلال اللقاء الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لضمان وقف دائم لإطلاق النار في غزة التي تشهد مأساة إنسانية، ولإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك عبر طرح تركيا أن تقوم السلطة الفلسطينية باستلام قطاع غزة كبديل عن استمرار سيطرة حماس على القطاع التي ترفضها "اسرائيل" كلياً.
وأشارت تلك المصادر الى الانفتاح الذي قامت به تركيا واستضافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أنقرة في وقت سابق ودعوته الى إلقاء كلمة في البرلمان التركي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحينها وعد عباس بالتوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ودعا لتأمين وصولهم إليها، كما حث زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة على زيارتها.
وبغض النظر عن صحة ما تمّ طرحه في بعض الوسائل الاعلامية، فإنه يجب النظر الى الموضوع بشمولية أكبر وإبداء بعض الملاحظات:
- أولاً: إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، وتمسكه بتواجد "إسرائيلي" في محوري فيلادلفيا ونتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه ووسطه، يبقى العقدة الأهم في هذه المرحلة وليس مَن يحكم غزة.
- ثانياً: يرفض نتنياهو ومعه حكومة اليمين أن يقوم الفلسطينيون بحكم غزة، وكان نتنياهو قال إنه "يرفض حكم فتحستان وحماستان في غزة"، علماً أنه من المنطقي أن يكون هناك حكومة فلسطينية توافق وطني جديدة بحسب ما نصّ عليه "إعلان بكين" الذي وقّع عليه أربعة عشر فصيلاً فلسطينياً وهو لم يتم السير به لغاية الآن.
- ثالثاً، الواضح أن الأتراك معنيين بالحل في غزة ولقد طرحوا العديد من المبادرات منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023، لكن "اسرائيل" كانت ترفض جميع المبادرات كما رفضت جميع المبادرات التي تقدمت بها كل من مصر وقطر.
وأخيراً، يبدو أن الأميركيين يسعون الى استخدام نفوذ جميع الدول المعنية في المنطقة للضغط على الفلسطينيين بدون أن يقوموا بما يتطلب منهم من ضغوط على "الاسرائيليين" لسحب الجيش "الاسرائيلي" من القطاع وتأمين شروط صفقة التبادل، وبدل الضغط على "اسرائيل" يقوم الأميركيون بتشجيع نتنياهو وحكومته على التصعيد في المنطقة بإعلان الدعم المطلق وغير المشروط، وقيام وزير الدفاع الأميركي بالإعلان يومياً عن استعداد الأميركيين للدفاع عن "اسرائيل" وتأمين المظلة الدفاعية لها في حال التصعيد مع حزب الله وإيران.