أقلام الثبات
ينتظر لبنان الجواب "الاسرائيلي" حول القرار (1701)، بعد ما أعلن انه يلتزم بتنفيذه ويردد الجميع "نشيد الالتزام" بالقرار "1701" الظالم للبنان، بينما يقوم العدو "الإسرائيلي" بتنفيذ (السفر التوراتي 33): "إذا عبرتم الأردن وأنتم داخلون أرض كنعان، فأبيدوا كل سكان تلك الأرض، واسحقوا مساجدهم، واكسروا أصنامهم المنحوتة جميعها، واعقروا مذابحها كلها، ثم أنتم إن لم تبيدوا سكان الأرض، فالذين يبقون منهم يكونون لكم كأوتاد في أعينكم، ورماح في أجنابكم، ويشقون عليكم في الأرض التي تسكنونها".
يقوم العدو بتفجير القرى ويقوم بحراثتها بالجرافات، وبدأ بتدمير مساجدها التي فجّرها، ولم يسمع أي صوت لبناني او دولي يحتج على ذلك، فأكمل توحّشه التوراتي، لإقامة شريط جغرافي عازل خالٍ من السكان ومن البيوت ومن الكروم بعمق 3 كلم عن الحدود اللبنانية - الفلسطينية.
يقوم العدو "الاسرائيلي" بتفجير القرى وتجريفها والغاء معالمها وتاريخها وحتى قبور الموتى اثناء المفاوضات حول تنفيذ القرار 1701، وهنا يطرح السؤال: إذا كان العدو ملتزماً بالقرار 1701، فهل القرار ينص على تجريف القرى؟
وهل يقوم العدو بتعديلً ميداني للقرار 1701 بإقامة "الشريط العازل" داخل المنطقة العازلة التي يتضمنها القرار "جنوبي الليطاني"، ليستطيع العدو اقامة منطقتي أمان وحماية، بالإضافة إلى حماية القوات الدولية له وحصار المقاومة واهلها، ولن يوقع اي اتفاق لوقف النار قبل اكمال مشروعه في الشريط العازل على الحدود.
يطالب لبنان بالقرار 1701 وينفذ العدو الاسرائيلي "السفر التوراتي 33"، ويدمّر القرى والمدن المقاومة، فيدمر بنت جبيل والنبطية وصور والضاحية وبعلبك وكل القرى التي تؤيد المقاومة والتي في اغلبها او كلها من الشيعة، ويرتكب المجازر بالمدنيين الذين هم من الشيعة ايضاً، عقاباً لهم بسبب عدم انقلابهم على المقاومة ولماذا لم يتبرؤوا منها؛ كما أنقلب بعض السياسيين والاعلاميين والمُسترزقين والمقاولين والانتهازيين الذين احتضنتهم المقاومة وجعلتهم ارقاماً وصوراً وألقاباً.
يمارس العدو العقاب الجماعي ضد أهل المقاومة، فيقتل ابنائهم وُيدمر مدنهم وقراهم وبيوتهم ويُحرق كرومهم ويمحوا تاريخهم وذاكرتهم ويُشتتهم في الارض ومع ذلك فهم باقون على دينهم ومبادئهم ووطنيتهم وشرفهم واحتضان مقاومتهم.
كلما أعطينا العدو شروطه، زادت طلباته أكثر وتوحّش أكثر، خصوصاً أنه ينفذ "مقاولة" عسكرية وسياسية، وفي بعضها دينية، للقضاء على المقاومة وأهلها ومطلوب منه ان يكمل مهمته بالقضاء عليها مع توفّر التمويل والغطاء الديني والسياسي والاعلامي.
العدو يعلم حقيقة الموقف العربي والإسلامي والرأي العام الدولي الداعم للمشروع "الإسرائيلي" للقضاء على المقاومة وأهلها، بعدما نجح خلال عام من القتل والإبادة الجماعية في غزة وفرح اغلب العرب والمسلمين بالقضاء على غزة ومقاومتها ليتوجه في النهاية شرقا نحو أصل مشكلته وقلقه؛ إيران.
يدمّر ملك اسرائيل التوراتي "نتنياهو" خطوط الدفاع عن حركة التحرر العربي والإسلامي، فأسقط خط الدفاع الأول في غزة، ويحاول إسقاط خط الدفاع الثاني والمركزي في لبنان، وإذا نجح سَيُكمل مشروعه نحو سوريا والعراق وإيران ثم اليمن.
دافع خط الدفاع الاول الفلسطيني سنة كاملة ولم يسانده إلا لبنان والعراق واليمن، ويقاتل الآن خط الدفاع الثاني اللبناني ولا يسانده الا العراق واليمن، وعندما يبدأ الهجوم على العراق لن يسانده الا اليمن.
يتقدم الهجوم الأميركي المضاد، ويستفرد بأركان محور المقاومة واحداً تلو الاخر، لأن محور المقاومة يقاتل بإستراتيجية الساحات المنفردة وليس بوحدة الساحات !
سنقاوم في لبنان وسنصبر، رغم كل الأثمان والخسائر، لأنه لا خيار لنا الآن ،إلا المقاومة وسيكون البديل استسلاماً وخضوعاً للاستعمار الجديد، ولابد من تغيير استراتيجية المواجهة، فالحرب خلاف ما كانت عليه، قبل ان يبادر التحالف الاميركي للإطباق على المقاومة وأهلها بالحرب "الإسرائيلية" والفتنه الداخلية.
ونتمنى على مجلس النواب والحكومة وجمعيات حقوق الإنسان والنواب ونقابات المهندسين، المبادرة والتواصل مع البرلمانات العربية والاسلامية والهيئات الدولية حول جرائم الحرب "الاسرائيلية" بتدمير القرى.