الثبات- إسلاميات
يوم الجمعة سيد الأيام هويوم عظيم، له مكانة في ديننا، والزمن فيه مبارك والأجور فيه مضاعفة، خصه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعطايا دون غيره منها:
- إعطاء الأجر الكبير لمن ذهب إلى صلاة الجمعة في الساعات الأولى:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيﷺ قال:((من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثمّ راح فكأنّما قرّب بَدَنَة
ومن راح في السّاعة الثّانية فكأنّما قرّب بقرة
ومن راح في السّاعة الثّالثة فكأنّما قرّب كبشًا أقرن
ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجة
ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضة
فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر)).
ففي هذا الحديث الشريف بيان أن هذه الأوقات مليئة بالخيرات، وعلى المؤمن أن يسارع لغتنامها ومدح الله سبحانه وتعالى قومًا هذا شأنهم فقال تعالى:{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات}، فالتبكير إلى صلاة الجمعة فيه خير عظيم، وثواب كبير للسابق إليها، أكثر من غيره.
وفيه حث على الاغتسال للصلاة اغتسالًا كاملًا مع الاعتناء بالنظافة كما يغتسل الإنسان في حالة الجنابة.
وأن الوقت فيه مأجور: فلك أن تتصور لو أردت التصدق لوجه الله تعالى والتقرب منه سبحانه ببقرة أو جمل كم تحتاج فيه للعمل الشاق لتجمع ثمنه؟ وكم تحتاج لوقت لشرائه وذبحه وتوزيعه؟ فهذا كله تناله إن كنت لا تستطيعه ماديًا بإنفاق شيء من وقتك والتبكير بالساعة الأولى للمسجد يوم الجمعة
وقس على ذلك باقي الساعات، ولكن كلما تأخرت بالذهاب إلى المسجد نزل نصيبك وحظك من الأجر والصدقات، لأن الوقت الواسع، يتسع لأعمال كثيرة، كسنة تحية المسجد وصلاة الضحى والإكثار من الصلاة على المختارﷺ وقراءة القرآن الكريم، ولاسيما سورة الكهف، وأوراد نبوية وغيرهم من الباقيات الصالحات.
والساعات المقصودة في الحديث تبدأ من طلوع الشَّمسِ، وتُقسَّمُ على حسَبِ الوقت بيْنَ طلوعِ الشَّمسِ إلى الأذان الثاني خمسةَ أجزاءٍ، ويكونُ كلُّ جزء منها هو المقصود بالساعة الَّتي في الحديث.
ولسائل أن يسأل أن المساجد في زماننا لا تفتح أبوابها إلا قبل الصلاة بنصف ساعة أو ساعة تقريبًا- أي ما يعادل 30 إلى 60 دقيقة- فكيف لنا أن ندرك وقت الساعات المقصودة في الحديث؟؟
الجواب: على المسلم أن يٌفرغ وقته من طلوع الشمس لذكر الله تعالى، وأن يخصص مكانًا مهيَّئًا لحضور القلب مع الله تعالى، فإنه يحصل تلك الأجور الكبيرة
ومَن حرص على اغتنام الساعة الأولى يوم الجمعة ثم ضاق عليه الوقت أو لم يجد مكانًا مخصصًا للذكر وانتظر حتى تفتح المساجد أبوابها فإنه بإذن الله تعالى لن يُردَّ خائبًا وسيحصل على الأجر كاملًا لأنه وقف على باب أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى والله أعلم.
ثم أخبرﷺ أنه إذا خرج الإمامُ وصعِدَ المنبر ليخطب، دخلت الملائكةُ وتَرَكتْ كتابةَ مَن يأتي بعد ذلك، لِيَستمعوا إلى خُطبة الجمعة وما فيها من ذكر لله تعالى، فتفوت من يأتي بعد ذلك فضيلة التبكير لا ثواب الجمعة.