"هآرتس": الأرمن نموذجاً.. بصمات "إسرائيل" موجودة في التطهير العرقي وتحريف التاريخ

الأربعاء 27 أيلول , 2023 01:20 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، أنّ بصماتٍ "إسرائيل" موجودة فيما يحدث مِن "تطهيرٍ عرقي في ناغورنو كاراباخ"، مُشيرةً إلى استخدام أذربيجان أسلحةً إسرائيلية ضد السكان الأرمن في الإقليم.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ الأرمن "الذين فروا بأعدادٍ كبيرة من ناغورنو كاراباخ"، ما يزالون يتذكرون معاناتهم من الحرب والمذابح الجماعية التي اُرتكبت بحقهم في السنوات الأولى لتسعينيات القرن الماضي، كما يتذكرون أيضاً التاريخ البعيد للإبادة الجماعية التي تعرّضوا لها، خلال العقدين الأول والثاني مِن القرن الماضي، إبان فترة حكم الإمبراطورية العثمانية .

وأشارت الصحيفة إلى أنّ أجهزة الأمن الأذربيجانية لم تتردد في السنوات الأخيرة في مهاجمة المدنيين الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ، وأهدافٍ مدنية، وارتكاب جرائم حربٍ في أرمينيا، موضحةً دعماً إسرائيلياً.

وساعد كيان الاحتلال أذربيجان في إلحاق هزيمة بالتشكيلات الأرمنية في ناغورنو كاراباخ، وفي جرائم حرب، خلال العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وذلك بحسب "هآرتس".

كما ذكّرت الصحيفة بعلاقات "إسرائيل" الاستراتيجية مع أذربيجان، والتي مِن ضمنها صفقات أسلحةٍ بمليارات الدولارات، مُشيرةً إلى أنّ هذا المستوى مِن العلاقات كان على خلفية "حرب إسرائيل ضد إيران"، إضافةً إلى أنّ جزءاً لا بأس به من النفط في كيان الاحتلال، يتمّ شراؤه من أذربيجان.

طهران: لن نسكت على مؤامرات "إسرائيل" ضدنا من داخل أذربيجان

ورغم أنّه قد تمّت المحافظة في الماضي على سرية العلاقات الأمنية بين كلٍ مِن أذربيجان وكيان الاحتلال، إلّا أنّ أذربيجان استعرضت بفخرٍ في السنوات الأخيرة أسلحةً إسرائيلية متقدمة، وصواريخ ومسيّرات هجومية، وذلك في عروضاتٍ عسكرية، كما كشفت وجود مصنعٍ محلي للطائرات الانتحارية من طرازاتٍ إسرائيلية على أراضيها، إضافةً إلى نشرها مقاطع فيديو رسمية، تستخدم فيها قواتها أسلحةً إسرائيلية. 

وأعادت الصحيفة الإسرائيلية التذكير بما كشفته قبل قرابة 6 أشهر، وذلك فيما يتعلق بهبوط 92 رحلة شحن أذربيجانية، خلال السنوات السبع الأخيرة، في قاعدة "عوفدا" الإسرائيلية الجوية الإسرائيلية، وهي الوحيدة المسموح بتصدير المواد المتفجرة منها.

وتناولت الصحيفة الإسرائيلية كذلك التوثيق الذي تعلّق بمهاجمة طائرة مسيرة انتحارية إسرائيلية نقطة سلاحٍ أرميني مضادٍ للطائرات، خلال المعارك في كاراباخ، إضافةً إلى الكشف بأنّ صحافيين ونشطاء معارضة أذربيجانيين كانوا أهدافاً لمنظومة برنامج التجسس الإسرائيلية "بيغاسوس". 

وأكّد تقرير الصحيفة على أنّه في كل هذه السنوات، لم تكتفِ "إسرائيل" بمساعدة أذربيجان بالسلاح، بل ساعدتها أيضاً في "تحريف التاريخ"، حيث اعترفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في إجراءاتٍ قضائية سنة 2020، بأنّ رفض حكومة الاحتلال الاعتراف بـ"محرقة الأرمن"، ينبع أيضاً من علاقاتها مع حكومة باكو، واصفةً تلك الأحداث التي تعرّض لها الأرمن بأنّها مجرد "تراجيديا".

وفي نفس الوقت الذي تتناول "إسرائيل" الإبادة الأرمنية بهذا الموقف، تساعد في حملة أذربيجان لنيل اعترافٍ دولي بـ"إبادة بحوجالي"، والتي يُتداول أنّ الأرمن ارتكبوها بحق آذريين في منطقة "بحوجالي"، خلال الحرب الأولى على ناغورنو كاراباخ في سنة 1992، وهو الأمر الذي لا يعتبره المجتمع الدولي إبادةً، وذلك وفق التعريف المعتمد لديه. 

الصحيفة أيضاً شدّدت على أنّ هذا ليس التطهير العرقي الأول الذي تظهر فيه بصمات "إسرائيل"، لافتةً إلى أنّ المجازر ضد المسلمين الروهينغيا في بورما، والمسلمين في حرب البوسنة، هما مجرد مثالين من بين أمثلةٍ كثيرة.

وختمت الصحيفة الإسرائيلية افتتاحيتها بالقول إنّه كان من المفترض أن "تعلم إسرائيل مِن التاريخ اليهودي، أنّ التسليح المكثّف وفوقه تحريف التاريخ، سيشكّلان معاً وصفةً لكارثة".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل